بَارِدٍ جِدًّا

on الأحد، ديسمبر 11، 2022



كُلُّ شَيْءٍ فِي هَذَا اَلْمَكَانِ بَارِدٍ جِدًّا 

إِلَّا قَلْبِي اَلَّذِي يَحْتَرِقُ شَوْقَ لِأَطْفَالِي 

وَيَبْكِي فِي كُلِّ يَوْمِ مِنْ أَجْلِ لِقَاءٍ 

لَمْ تَمْنَعْنِي تِلْكَ اَلْقُيُودِ أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ فِي أَحْلَامِي 

بَيْنَمَا يَتَجَلَّى اَللَّيْلُ تَأْتِي اَلْبُرُودَةُ مُحَمِلَهُ بِالذِّكْرَيَات 

جَسَدِيٍّ هُنَا وَرُوحِيٍّ هُنَاكَ بِعِيدِهِ تُفَكِّرُ فِي اَلْمَمَاتِ 

هَلْ هِيَ حَيَاةٌ أُخْرَى أَمْ مُجَرَّدُ أُمْنِيَاتٍ 

لَسْتُ أَدْرِي 

يَمُرُّ اَلْوَقْتُ رُوَيْدًا رُوَيْدًا وَيَخْتَفِي مِنْ حَوْلِي كُلُّ شَيْءٍ 

لَمْ أَعُدْ أَشْعُرُ بِجَسَدِي وَرُوحِي طَلِيقَةً تَسْبَحُ فِي طُوفَانِ مِنْ اَلْأَفْكَارِ

 هَلْ هِيَ أَيَّامٌ مَعْدُودَةٌ وَأَكُون هُنَاكَ 

هَلْ هِيَ سَاعَةٌ قَادِمَةٌ بِالْفَرْح أَمْ أَيَّامٍ مَلِيئَةٍ بِالْأَحْزَانِ 

لَسْتَ أَدْرِي

كُلُّ شَيْءٍ فِي هَذِهِ اَلْغُرْفَةِ وَارِدٌ 

اَلْحُبِّ وَحْدَهُ مِنْ يَشْبَعُ قَلْبِي وَرُوحِي بِالْحَيَاةِ 

اَلْحُبَّ اَسْمَي اَلْأُحْجِيَّاتِ 

يَا أَيُّهَا اَللَّيْلُ اَلَّذِي كُتَبَ عَلِي وَلَمُّ أَصْنَهْ 

هَلْ مِنْ طَرِيقٍ لِلْمَمَاتِ 

يَهْمِسُ هَذَا اَلصَّوْتِ بِدَاخِلِي 

اَلِانْتِحَارِ فُرْصَةً أُخْرَى لِلْحَيَاةِ 

قُمْ وَخَلَصَ رُوحُكَ مِنْ اَلْعَيْشِ عَلَى هَذِهِ اَلْأَرْضِ اَلظَّالِمَةِ 

لَكِنَّ أَطْفَالِي يَصْرُخُونَ فِي كُلِّ جَوَانِبَ هَذِهِ اَلْغُرْفَةِ اَلْبَارِدَةِ 

نُرِيدُكُ يَا أَبِي لَا تَرْحَلُ 

لَقَدْ زَيَّنَا اَلْمَنْزِلِ مِنْ أَجْلِ عِيدِ اَلْمِيلَادِ 

كُلَّ شَيْءِ هُنَا يَنْتَظِرُكَ 

كُلُّ اِبْتِسَامَاتِكَ وَضِحْكَاتِكَ لَنَا لَمْ تَرْحَلْ 

هِيَ بِالْبَيْتِ وَفِي عُيُونِنَا نَرَاهَا كُلَّ يَوْمٍ 
..
كَتَبَتْ مَايَا فِي كَرَّسَتْهَا أُحِبُّكَ 

وَفِي كُلِّ يَوْمٍ يَسْأَلُ أَحْمَدْ عَنْكَ 

وَمَا زَالَ أَمِيرٌ يَنْتَظِرُ مُدَاعِبَتُكَ لَهُ 

فَهَلْ تَتْرُكُ كُلَّ هَذَا اَلْحُبِّ وَتَرْحَلُ ؟!

 لَا 

اَلْحُبُّ وَحْدَهُ مَا يُحْيَ قَلْبِيٌّ 

سَوْفَ أَجْعَلُ مِنْ هَذِهِ اَلْغُرْفَةِ اَلْبَارِدَةِ مَكَانًا مَلِيئًا بِالْحُبِّ 

حُبَّ زَوْجَتِي اَلَّتِي تَبْكِي عَلَى 

حُبِّ أَطْفَالِي اَلَّذِينَ يَشْتَاقُونَ إِلَى 

حُبٍّ أُمِّيٍّ وَعَهْدِيٍّ لَهَا أَنْ أَكُونَ بِخَيْرِ 

حُبٍّ وَطَنِيٍّ وَانْ جَار عَلِي 

فَالِانْتِحَارِ هُرُوبٌ إِلَى اَلْأَوْهَامِ 

وَالْحُبِّ حَيَاةً بَعْدَ اَلْحَيَاةِ

 ...
إمَامَ سَلِيمٍ إمَامَ
 دِيسِمْبِرَ 2022
رأيـك يـهـمنا